الرجوع إلى الفائزين

الآداب 2018

خليل صويلح

سوريا

خليل صويلح من مواليد الحسكة 1959، سوريا . هو صحفي وروائي يعمل في الصحافة الثقافية العربية  والمحليّة منذ منتصف الثمانينات وحتى اليوم. ألفَ ثلاث مجموعات شعرية: "افتتاحيات" و" هكذا كان المشهد" و" اقتفاء الأثر". ومن أعماله الروائية : "ورّاق الحب"، "بريد عاجل" و"سيأتيك الغزال" و" جنّة البرابرة". حاز خليل صويلح على عدد من الجوائز الادبية والصحفية منها جائزة نجيب محفوظ عن رواية ورّاق الحب (2009) وجائزة دبي للصحافة والإعلام (2010).

منذ استلام الجائزة، أنجز الروائي خليل صويلح كتاباً نقدياً بعنوان"ضد المكتبة"(دار نينوى- دمشق/ دار أثر- الدمام)، وهو حصيلة قراءات نوعية للمكتبة العربية والعالمية، ومحاولة لتهجين فوضى الكتب بإزاحة بعض العناوين عن رفوف المكتبة لمصلحة عناوين أخرى، عابرة للزمن، وبهذا المعنى، فإن العناوين التي صمدت هي نتاج ذائقته الشخصية وليس حكم قيمة. و يوضح خليل صويلح أن هذه النصوص كُتبتْ من موقع القارئ في المقام الأول، بمعنى أنها لا تخلو من طيشٍ ونزوات ومصادفات.. أن تقع على كتاب في غير أوانه، وإذا به يقودك إلى ألفة غير مسبوقة، إلى اضطراب وريبة وشكوك، إلى ارتواء وشبع، كما لو أنك حيال وليمة دسمة من الكلمات والصور والنبوءات، تلك الحيرة بين رفوف المكتبة، والافتتان بمؤلف، بنسّاخ، بمخترع بلاغة، بخطاطة ملغّزة، ما كنت تظنه طي النسيان، يبزغ فجأة، من دهليزٍ غامض، بعبارة، بانخطاف، بدهشة، بعواءٍ مكتوم، مثل حياة موازية تنمو في الجوار، وصولاً إلى لحظة الاشتباك مع حياتك الشخصيّة مباشرة، ما يجعلك جسداً برأسين في عملية ضخِّ متبادلة لأعاجيب المخيّلة الكونيّة. 

بالإضافة إلى "ضد المكتبة" أشرف على تحرير كتاب بعنوان" متحف الأنقاض: نصوص الحرب والعزلة"(دار نينوى- دمشق)، وفيه جمع نصوصاً شعرية ونثرية لكوكبة من الكتّاب الشباب الذين عاشوا الحرب عن كثب. يقول الكاتب خليل صويلح " ليست هذه النصوص جردة حساب للأنقاض التي خلّفتها الحرب في الأرواح، أو صورة شعاعية للأجساد المعطوبة، أو بروفة للعشاء الأخير فحسب، إنما هي مقبرة متنقّلة لموتى مؤجلين، وأرشيف غير مكتمل بأصوات من نجوا بالمصادفة... أولئك الذين راوغوا الموت على بعد أمتارٍ من القذيفة، فكتبوا استغاثاتهم وهلعهم وطبقات الفزع المتراكمة فوق الجلد، لكنّ نصوصاً أخرى ستستنشق هواءً آخر، في الوقت المستقطع للخراب. ما إن نفضوا غبار القذيفة وشظاياها عن أعينهم، حتى ذهبوا إلى أسباب الحياة لفحص آثار الزلزال وتوابعه، وما يصلح للطمأنينة المؤقتة في شوارع بالكاد يستعيدون ظلال حجارتها وأرصفتها وأشجارها، وتالياً العمل على ترميمها بجرعات من التنفّس الاصطناعي. إنهم غرقى اليابسة يتفقدون أعضاءهم، والندبات اللامرئية التي خلّفتها سنوات الفجيعة، وآثار الكارثة، وعطب المسافة. نصوص بلا قيد نفوس، ولدت في عراء الجحيم، تلوذ بالهامش، تعانق أطياف المفقودين والموتى وفحم الجدران المهدّمة. ذوات تائهة تتمرّن على استعادة عمل الحواس، وصورة البلاد التي لم تعد بلاداً. أصوات تختبر مذاق أيامٍ حامضة بأحبارٍ ملطّخة بهباء اللحظة ولا معنى النجاة، والسأم. لن نقع على مارشات عسكرية أو هتاف في الإيقاع، فقط الانتباه إلى مواعيد الحبوب المسكّنة للموت، والتشبث بما تبقى من أسباب العيش، بعناق، بذكرى، بجسدٍ محموم، بهجاء العنف، بطعنة مباغتة، باختطاف الجثث من المقابر وإعادتها في نزهات مرتجلة إلى الحدائق، ورائحة شوارع الأمس. كما أن هذه النصوص ـــ بارتباك تجارب بعض أصحابها، وبريق بعضها الآخر ــــ أتت من رحم الحرب، بمعنى أنها كتابات غير مخطّط لها، أو مفكّر بها، لولا ذلك النفير الذي عبث بالمعجم، ليضيف مفردات لم تكن يوماً من تضاريس الكتابة السورية. "

أما الكتاب الثالث الذي أصدره فهو رواية حملت عنوان "عزلة الحلزون" (دار نوفل- بيروت)، وهي حصيلة عمل سنة كاملة من الكتابة والغرق في المراجع التراثية بقصد كتابة التاريخ من موقع مضاد، سواء التاريخ المدوّن أو التاريخ الشفوي، كما أن الرواية تعتني بقراءة الهويات المتوَهمة على خلفية وقائع قديمة وأخرى راهنة يلتقطها مدقّق لغوي يعمل في دار نشر تراثية، فيستعيد تراث الجاحظ وابن رشد وابن المقفع لترتطم أفكرهم في شوارع اليوم. 

 

نبذة عن الكتاب

تعيش الرواية  حالة الحرب السورية من الداخل فيتجول الراوي في أرجاء دمشق محملاً بالتاريخ قديمه وحديثه، مجسداً الأزمات النفسية وتشظي المكان والمجتمع مما يجعلها إضافة مهمة للرواية السورية في تفرد الأدوات السردية والتراكيب اللغوية.

سنة النشر: 2017

مقابلة مع

خليل صويلح

مشاهدة الفيديو