جائزة الشيخ زايد للكتاب تساهم في تعزيز الوعي بالثقافة العربية في الدول الناطقة بالاسبانية

أبوظبي،

إشادة اسبانية باختيارها لفرع "الثقافة العربية في اللغات الأخرى" للدورة الجديدة أبوظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة، 22 يونيو 2014: أكّد أكاديميون ودبلوماسيون أسبان أن اعتماد الاسبانية في الدورة التاسعة من "جائزة الشيخ زايد للكتاب" يساهم في دعم دراسات اللغة العربية في الدول المتحدثة بالأسبانية التي ينتشر استخدامها كلغة رئيسية في مختلف أنحاء العالم، وتقديم الثقافة العربية إلى مجتمعاتها . وأشار الأستاذ بدرو مارتينيث مونافيث، المستعرب والرئيس الأسبق لجامعة الاوتونوما بمدريد، والحائز على "شخصية العام الثقافية" ضمن "جائزة الشيخ زايد للكتاب 2009"، إلى ان قرار الجائزة بضم الاسبانية إلى اللغات المعتمدة في فرع "الثقافة العربية في اللغات الأخرى"، يلبي حاجات موضوعية في الساحة الثقافية، وتوقع أن يكون لهذا القرار ردود فعل كبيرة، وذلك لعدة أسباب، منها ان الاسبانية من اللغات العالمية الرئيسية، وأكثرها انتشاراً من حيث عدد المتحدثين بها كلغة أم، وانها لغة ناقلة لثقافة ثرية ومتعددة الأوجه على اختلاف المناطق الجغرافية للمتحدثين بها، علاوة على طبيعتها الراهنة كلغة أوروبية غربية لا تزال تحمل تأثيرات مباشرة من اللغة العربية . وقال: "تعتبر الاسبانية لغة معظم شعوب أمريكا اللاتينية التي تستعملها الى جانب لغاتها الاصلية، وهي أيضاً اللغة الثانية من حيث عدد المتحدثين بها في الولايات المتحدة الامريكية. كما أنها تنتشر وتتطور بشكل مستمر .” وتستقبل "جائزة الشيخ زايد للكتاب" حالياً الأعمال المرشحة المكتوبة باللغة الاسبانية – إلى جانب اليابانية والانجليزية، في فرع "الثقافة العربية في اللغات الأخرى" حتى الأول من شهر سبتمبر المقبل. ويشمل هذا الفرع المؤلَّفات الصادرة باللغات الأخرى عن الحضارة العربية وثقافتها بما فيها العلوم الإنسانية والفنون والآداب بمختلف حقولها ومراحل تطوُّرها عبر التاريخ . من جانبه، قال ادواردو بوسكيتس، السفير بوزارة الخارجية الاسبانية، ومدير عام "البيت العربي" التابع لها: "يفخر "البيت العربي" بالتعاون مع "جائزة الشيخ زايد للكتاب" التي تحظى بمكانة عالمية مرموقة. كما نعرب عن سعادتنا باختيار الاسبانية في الدورة التاسعة من الجائزة، نظراً لأنها لغة معروفة واسعة الانتشار، وتلعب دوراً مهماً وفعالاً في ثقافة البلاد المتحدثة بها في أمريكا اللاتينية، والتي تعد من أهم الثقافات العالمية المتميزة في عالمنا المعاصر. ونؤكد اعتزازنا الكبير بإتاحة الفرصة أمام المؤلفات الاسبانية المعنية بالثقافة العربية للمنافسة لإحراز الجائزة ". وتأسس "البيت العربي"، المعهد الدولي لدراسات العربية والعالم الاسلامي، في شهر يوليو 2006 بموجب اتفاقية مشتركة بين وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي للإنماء، ومجلسي حكومتي الأندلس ومدريد ومجلسي بلديتي مدريد وقرطبة، ويرأس هيئته العليا ملك إسبانيا. ويهدف البيت العربي إلى توطيد العلاقات الثنائية بين العالم العربي والاسلامي واسبانيا وتعزيز روابط التواصل والتعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي والثقافي والتعليمي إلى جانب تطوير الدراسات والبحوث حول العالم العربي والاسلامي . وأوضح بوسكيتس: "لا شك ان انضمام البيت العربي الى المؤسسات الدولية المتعاونة مع "جائزة الشيخ زايد للكتاب" يشكل نموذجاً للعلاقات الطيبة القائمة بين اسبانيا والامارات العربية المتحدة، ونحن على ثقة بان هذه المبادرة ستساعد في دعم العلاقات الثقافية بين البلدين ". وتضم قائمة الحاصلين على "جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع "الثقافة العربية في اللغات الأخرى" المؤرخة مارينا وورنر من المملكة المتحدة، وعالم الآثار ماريو ليفيراني من إيطاليا. وتعتمد الجائزة الانجليزية لغة رئيسية لاستقبال الأعمال المكتوبة بها في هذا الفرع، على أن يتم اختيار لغات محددة في كل دورة، وهي الاسبانية واليابانية في دورتها الحالية . وبيّن سعيد حمدان، مدير "جائزة الشيخ زايد للكتاب"، ان العربية والاسبانية جمعتهما العديد من الجوانب المشتركة على مدى قرون طويلة، فالثقافة العربية بلغت ذروة تطورها الحضاري على أرض اسبانيا عندما كانت المدن العربية في الاندلس عواصم للعلم والثقافة والفنون والعمارة، وبوتقة انصهرت فيها أجمل ما قدمت الحضارتان العربية والغربية، حيث تقف آثارها الموجودة حتى اليوم شاهدة علي حجم ما قدمته هاتيّن الثقافتين للإنسانية بأكملها، وقال: "يتماشى هذا الإرث الحضاري مع أهداف "جائزة الشيخ زايد للكتاب" الرامية إلى تعزيز مكانة أبوظبي على الخارطة الإقليمية والعالمية بوصفها منارة للتسامح ومنبر للحوار والتنوير. ويساهم اختيار اللغة الاسبانية في فرع "الثقافة العربية في اللغات الأخرى" في نقل جوانب من الثقافة العربية للمجتمعات المتحدثة بالاسبانية، وخاصة في دول أمريكا اللاتينية ". يذكر أن "جائزة الشيخ زايد للكتاب"، التي تأسست عام 2006، هي جائزة مستقلة يجري منحها سنوياً في تسعة فروع لصناع الثقافة والتنمية والمبدعين من المفكِّرين والناشرين والشباب، تكريماً لإسهاماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الإنسانية، وتحمل الجائزة اسم مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، الراحل الكبير المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وجاء تأسيسها بدعم ورعاية من "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة". وتبلغ قيمتها الإجمالية لكل فروعها التسع سبعة ملايين درهم إمارتي .