زايد للكتاب" تسمّي محمد بن راشد "شخصية العام

أبوظبي،

يعدّ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، شخصية فاعلة وواسعة التأثير، ليس على مستوى الإمارات وحدها، بل على المستوييْن الإقليمي والدولي، ويعود ذلك إلى الرؤية الفريدة التي يمتلكها وما حققه من إنجازات كبرى على شتى الصعد. لقد كرّس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جل جهوده للارتقاء بالمجتمع والنهوض به في إطار رؤية تقوم على ركيزتين أساسيتين تتمثلان في: الحفاظ على هوية المجتمع وصلته بالجوانب المشرقة والخلاّقة في الموروث، والانفتاح على العصر وعلومه ومعطياته المعرفية والثقافية. وهو ما سبق للراحل الكبير المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، أنْ وضع أسسه خلال إرسائه دولة الاتحاد، وواصل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، البناء عليه ضمن مسيرة التطوير والتحديث، والسير بدولة الإمارات نحو التميّز والرفعة، كي تظل تحيا عصرها بكرامة ورخاء وتبقى عزيزة ومقتدرة، في إطار رؤية تعي المتغيرات الدولية المتسارعة في كل الميادين. لقد عمل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على وضع الخطط الاستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة، وبناء دولة الرفاه والعدالة وتكافؤ الفرص. فهو واحد من صنّاع التحولات التي يلمس آثارها ونتائجها مواطنو دولة الإمارات العربية المتحدة والمقيمون فيها من شتى بقاع المعمورة. ولعلّ مقولته الشهيرة "إنّ الإمارات لا تجسّد حالة دولة في العالم، وإنما هي أقرب لحالة العالم في دولة"، هي أصدق تعبير عن منظوره الإنساني المتفتّح، عبر الإشارة إلى التعدّد والتنوع في المجتمع الإماراتي، وما يسود هذا المجتمع من توافق اجتماعي وتسامح ديني وانفتاح ثقافي يجمع بين الأصالة والمعاصرة. وقد نهضت "مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم" بدور واضح في هذا المجال من خلال ما صدر عنها من مبادرات معرفية مثل "مهرجان دبي الدولي للشعر" و"برنامج ترجم واكتب" وبرنامج حاضنات الأعمال" في الدول العربية وبرنامج "البعثات الجامعية" لابتعاث الطلبة العرب إلى أرقى الجامعات في العالم، وغيرها العديد من المبادرات الهادفة التي تطورت إلى مشاريع أكثر ابتكاراً وبمسميات جديدة تسهم بتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة على الخارطة المعرفية العربية والدولية. ولذلك فإن جائزة الشيخ زايد للكتاب، بمجلس أمنائها وهيئتها العلمية، اختارت الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للفوز بجائزة شخصية العام في الدورة التاسعة للجائزة. ويستند هذا الاختيار إلى إنجازاته الكبيرة، وفيما يلي بعض منها: أولا- الإجابة على تحديات الواقع الراهن ودور الشباب: تمثل تجربة الشيخ محمد بن راشد، ورؤيته التي يترجمها من خلال العديد من المبادرات أو الأفكار، نموذجاً خاصاً لرجل البناء والتنمية المتفاعل بصورة إيجابية مع واقعه. ولعل من أبرز ملامح شخصية الشيخ محمد بن راشد القيادية قدرته على مخاطبة الشباب، بروح عصرهم ولغتهم، وتقديم الآفاق المفتوحة لهم، ومحاورتهم، وتقديم نموذج للتنمية يستطيع أولئك الشباب التفاعل معه. وألقى هذا الملمح الأساسي في شخصية الشيخ محمد بن راشد الضوء في المقام الأول على الطاقة الشبابية، ومنح الشباب الدور الأساسي في عملية التنمية مقدماَ لهم الفرص المختلفة للحوار والإبداع والعصف الذهني. هذا المنجز أو هذا الإرث الحي حققته رؤية الشيخ محمد بن راشد في مجالات الثقافة والمعرفة والاجتماع والإعلام وسوى ذلك من مجالات، حيث تمكّن من جعل الشباب قوة فاعلة فيها حتى بدا بوضوح أن تجربة الإمارات في هذا المجال، تتمتع بكثير من الخصوصية التي تؤكد أن التنمية عملية متكاملة يصنعها المجتمع بجميع أفراده وفئاته، ويؤدي فيها الشباب دوراً رئيساً وليس هامشيًّا على الإطلاق. ولا بد هنا من التوقف، عند منح المرأة العربية عموماً والإماراتية خصوصاً، المكانة التي تستحقها. فباتت هذه المرأة تشعر بأهميتها سواء على المستوى الحكومي التنفيذي أو الإبداعي أو الثقافي العام، وكان من شأن ذلك منح المرأة الإماراتية ثقة بالنفس يشعر بها العالم أجمع، وهو ما يمنح الإمارات تمايزها الخاص أمام العالم، كدولة لا تعرف التمييز بمختلف أشكاله، بما في ذلك التمييز القائم على أساس الجنس، ولعل إعلان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن تشكيل "مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين" في فبراير 2015، خير دليل على حرصه ودعمه للجهود الرامية إلى تفعيل دور المرأة كشريك أساسي في بناء المجتمع وصنع المستقبل. إن هذا كله هو مما يسجل للتاريخ، لكنه يتخذ أهمية مضاعفة في وقتنا الراهن، المتسم بالتحدي المعرفي والثقافي والاجتماعي وتشتت الهوية في بعض الأقطار العربية، والتجربة التي سجلها الشيخ محمد بن راشد في هذا المجال ذات أهمية استثنائية، إذ أنها تقدم أفقاً التقدم والتنمية. ثانياً- على المستوى المعرفي: يرعى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مجموعة من المشروعات الفاعلة والمستمرّة، ذات الصلة بالهوية الحضارية للمجتمع الإماراتي، ومن أبرزها: ميثاق اللغة العربية، حيث يقول: "إنّ اللغة أداة الفكر ووعاء الثقافة، وأنّها المعبّرة عن القيم والأصالة والجذور العربية والإسلامية، ولا بد للأبناء أن يرتبطوا بثقافتهم ومجتمعهم". ويرى أنّ اللغة العربيّة هي "لغة حيّة، غنيّة، نابضة بالحياة، بقيت محافظة على أصالتها لأكثر من ألفي عام، وتتميّز بقدرتها على مواكبة الحاضر والمستقبل، وإنّ المساهمة في الحفاظ عليها قيمة إسلامية وفريضة وطنية، وترسيخ للهوية والجذور التاريخية". وأطلق الشيخ محمد بن راشد مجموعة من المبادرات المعرفية الفاعلة في هذا الصدد، تبينّ في مجموعها رؤيته القائمة على إدراك طبيعة العصر وأدواته وما ينطوي عليه من ثورة معرفية لخدمة اللغة العربيّة بوصفها وعاءً معرفياً ومرتكزاً من مرتكزات الهوية الثقافية، حيث يقول: "إن خدمة اللغة العربية شرف لنا وواجب علينا، وحمايتها حماية لفكرنا وهويتنا وثقافتنا". واشتملت هذه المبادرات على رعاية الطلبة المبدعين في اللغة العربية، وإطلاق كلية للترجمة، وإنشاء معهد لتعليم العربية لغير الناطقين بها، إضافة إلى توجيهه باعتماد اللغة العربية في التعاملات الحكومية الداخلية والخارجية وفي كافة الخدمات الحكومية المقدّمة للجمهور، وإعطاء الأولوية لها في المواد الإعلامية المعروضة على القنوات المحلية، وضرورة توفير البيانات والمعلومات المطلوبة بالعربية جنباً إلى جنب مع اللغات الأخرى، إلى جانب تشكيل لجنة عربية دولية مكونة من خبراء متخصصين تهدف إلى تجديد اللغة العربية وجعلها لغةً للعلم والمعرفة، وتطوير أساليب تعليمها بشكل عصري، وهذا كله بهدف جعل الدولة في عام 2021 مركزا للتميّز في اللغة العربية. أما اهتمامات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالترجمة فتجيء تعبيراً عن إدراكه لأهميتها ودورها في بناء الهوية الحضارية، وقد أسهمت إدارة إنتاج المعرفة في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في نقل العديد من الأعمال الفكرية المكتوبة باللغات الحيّة إلى العربية. ولا ينفصل عن تلك الاهتمامات إنشاء كلية الترجمة في الجامعة الأمريكية بدبي تحت مظلة كلية محمد بن راشد للإعلام التي تهدف لتخريج المترجمين الأكفياء، من أجل تعزيز وضع الإمارات بوصفها مركزاً حضارياً لترجمة العلوم والمعرفة وحركة التعريب في المنطقة. وفي هذا السياق، يجيء اهتمام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتعليم العربية للناطقين بغيرها من خلال توجيهه بإنشاء معهدٍ علمي في "جامعة زايد"، كي تتحولّ الإمارات إلى مركز عالمي رئيس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها . وتعد "جائزة محمد بن راشد للغة العربية" بمثابة أرفع تقديرٍ لجهود العاملين في ميدان اللغة العربية أفراداً ومؤسسات، وتندرج في سياق المبادرات التي أطلقها للنهوض باللغة العربية ونشرها واستخدامها في الحياة العامة، وتسهيل تعلّمها وتعليمها، إضافة إلى تعزيز مكانة اللغة العربية وتشجيع القائمين على نهضتها. ولا بد من الإشارة إلى "جائزة محمد بن راشد للمعرفة"، وهي جائزة سنوية متخصصة تقام ضمن فعاليات مؤتمر المعرفة السنوي. وتقوم على تكريم أصحاب الإنجازات العالمية في مجالات المعرفة من أفراد أو هيئات ومؤسسات، وتهدف الجائزة إلى تشجيع كافة المعنيين والعاملين في مجالات المعرفة الواسعة إلى بذل المزيد من الجهود وطرح المبادرات وإطلاق البرامج التي تخدم تطوير مسارات نقل ونشر المعرفة وتعزيز ثقافة اتخاذ المعرفة ركيزة للنماء والرخاء في العالم. ومن بين مجالات المعرفة التي تطّلع الجائزة بها، تكريم أفضل الإنجازات في حقل تطوير الجامعات والمعاهد العليا، وجهود البحث العلمي والاختراعات المبتكرة وتكنولوجيا الاتصالات والطباعة والنشر والتوثيق الورقي أو الإلكتروني وتطوير المحتوى باللغة الأم، بالإضافة لكافة الإنجازات التي تُحدث تغيراً إيجابياً في نشر المعرفة وتوطينها. وفي إطار الحرص على الهويّة الوطنية، حثّ الشباب على قراءة تاريخ الإمارت والاطلاع على أهم الحضارات التي نشأت على أرضها، وهي مبادرات تعزّز الجهود الرامية للتعريف بالموروث الحضاري للإمارات وتوثيقه وصونه والحفاظ عليه، وإتاحة الفرص أمام الشباب للاطلاع على مكوناته والتعمّق في دراسته كونه يشكل جزءا من الهوية الوطنية. ولعل انعقاد مجلس الوزراء برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مطلع ديسمبر عام 2014 في قلعة الفجيرة التي تعتبر من أبرز الأدلة على عمر الدولة الضارب في جذور التاريخ الحضاري، كان مثالاً حيوياً مشجعاً على ذلك، حيث قال: "رسالتنا للأجيال الجديدة أن عمر الإمارات ليس 43 عاماً فقط.. هذه القلعة مثلاً هي جزءٌ من تاريخ الإمارات وعمرها أكثر من 500 عام". ويأتي دعمه المتواصل لـ"جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم" في سياق الحفاظ على الهوية الحضارية، وهي مؤسسة تعنى بخدمة كتاب الله الكريم، من خلال مسابقات قرآنية وفعاليات وبرامج ذات صلة بتنشيط حفظ القرآن الكريم ونشر الثقافة القرآنية، وتشجيع الناشئة للإقبال على هذا الكتاب الكريم والتعلق به والتثقف من علومه والالتزام به. وقد قامت الجائزة بكثير من هذه الأنشطة الدينية التي تصب في خدمة كتاب الله وعلومه الشريفة. ثالثاً- البعد المجتمعي: أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مجموعة من المبادرات التي تبيّن اهتمامه بكافة الشرائح الاجتماعية في المجتمع الإماراتي وسعيه للنهوض بها: حقوق الطفل أو "قانون وديمة" الذي اعتمده مجلس الوزراء، والذي جاء تتويجا للجهود التي بذلتها الدولة في مجال رعاية الطفل حيث يرى أنّ لجميع الأطفال الحقّ في حياة آمنة وبيئة مستقرة ورعاية دائمة وحماية من أية مخاطر أو انتهاكات، موضحاً أن مصلحة الطفل لا بد أن تكون مقدّمة على أية مصلحة. وقد أكد أن "لكل طفل دون تمييز الحق في حياة آمنة ورعاية دائمة واستقرار نفسي وعاطفي.. ولن نتهاون مع أي شخص ينتهك براءة الأطفال أو حقوقهم". وضم القانون الذي سُمّي بقانون "وديمة" اثنتين وسبعين مادة احتوت على حقوق الطفل كافة، في ضوء المواثيق الدولية وأحكام الشريعة الإسلامية ومبادئ الدستور الإماراتي، حيث ضم القانون الحقوق الأساسية والحقوق الأسرية والصحية والتعليمية والثقافية والاجتماعية للطفل، إضافة إلى حق الطفل في الحماية وآليات توفير الحماية له. ويعد القانون إضافة حضارية للإنجازات المؤسسية والتشريعية في الدولة. رعاية الموهوبين والعمل على إطلاق العنان لطاقات الشباب وصناعة القيادات وتدريبها وتأهيلها، ويتمثل ذلك في إطلاق عدد كبير من المبادرات والجوائز، كإنشاء "اللجنة الوطنية للابتكار" التي أقرها مجلس الوزراء نهاية عام 2014 بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله". ويشير الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في هذا الصدد إلى أن: "الابتكار هو سبيلنا نحو الأفضل.. وعليه يجب أن يكون الابتكار سمة أساسية وأداة في كافة جهودنا وأعمالنا من أجل الحفاظ على مكتسبات وطننا". ويحرص على توفير بيئة ملائمة لتطوير مشاريع الشباب الصغيرة والمتوسطة، وتمكين أصحابها من القيام بدور فاعل في تعزيز نمو الاقتصاد الوطني، والعمل على توفير الدعم الاستراتيجي والتشغيلي لهذه المشاريع وتعزيز مقدرتها التنافسية. يحرص الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في إطار سعيه لبناء الهوية الحضارية، على الانفتاح على التجارب الحضارية العالمية. ويمكن أن نشير هنا إلى فوز دولة الإمارات العربية المتحدة باستضافة "معرض إكسبو الدولي 2020" في دبي الذي ينظم تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل". أما جوهر الحدث فهو تسهيل الحوار العالمي على أرض الواقع خلال المعرض لتجسيد معناه الحقيقي ومفهومه الأساسي المتمثل في "تواصل العقول وصنع المستقبل"، وضمان الدمج السلس بين المفاهيم الفرعية الثلاثة التي يقوم عليها المعرض ويروج لها وهي: الاستدامة والتنقل والفرص. التواصل الاجتماعي: نظراً لاهتمام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالتواصل المجتمعي، وتعزيز التفاعل وتشجيع التواصل الإيجابي عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، ومن أجل التحفيز على التفكير الإبداعي لتطوير القطاعات المختلفة في المجتمع، والإفادة من قنوات الإعلام الاجتماعي في زيادة الوعي بالقضايا التي تهم المجتمع العربي، ونشر أفضل أساليب استخدام الشبكات الاجتماعية، وتشجيع الاستخدام الأمثل والمسؤول لمواقع الإعلام الاجتماعي، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الخامس عشر من يونيو 2014 "الجائزة العربية للإعلام الاجتماعي" التي تسلط الضوء على أهم مبادرات الإعلام الاجتماعي في العالم العربي، وهي جائزة سنوية تكرّم الإبداعات الفردية والمؤسسية في مختلف القطاعات وعبر مختلف قنوات الإعلام الاجتماعي. كما تمّ إطلاق "جائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب" لمكافأة وتكريم رواد الأعمال المتميّزين في دولة الإمارات العربية المتحدة. وخلال السنوات القليلة الماضية تمّ تكريم العديد من ألمع رواد الأعمال الذين حظوا بهذه الجائزة الرفيعة تقديراً لإسهاماتهم تجاه المجتمع المحلي. ولم يقتصر التكريم على تلك النخبة؛ بل امتدّ ليشمل تكريم وتحفيز الأفراد والمؤسسات التي أسهمت في تطوير الأعمال في الدولة. تكريم الرواد والبناة الأوائل خلال منح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ميدالية "أوائل الإمارات" لثلاث وأربعين شخصية إماراتية ممن كان لهم السبق في مختلف المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية والعسكرية والرياضية وغيرها في دولة الإمارات. إضافة لمجموعة من أبناء الإمارات المنجزين في مجالات الابتكارات والاختراعات والمبادرات المتميزة. رابعاً- البعد الإنساني: أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم استراتيجية "المدينة العالمية للخدمات الإنسانية" في دبي للفترة 2015-2021، والتي تتكون من أربع منصات هي "تواصل للإنسانية" و"ابتكر للإنسانية" و"بادر للإنسانية" و"شارك للإنسانية". وقد أعرب عن سعادته بالجهود التي تبذلها المدينة بالتعاون والتنسيق مع الجهات الدولية ذات العلاقة، مؤكدا أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، ستظل منبعاً للخير والعطاء الإنساني الذي وصفه بإرث (زايد الخير) الذي ترك "طيب الله ثراه" لأبناء وبنات دولتنا العزيزة مدرسة ينهلون منها القيم والأخلاق الإنسانية النبيلة والمفهوم الحقيقي للعطاء دون منِّة ومد يد الخير لكل شعب شقيق أو صديق دون مقابل، موضحاً أن الاستراتيجية هي خارطة طريق محددة المعالم والأهداف والغايات وآلية العمل في المرحلة المقبلة التي تمتد حتى العام 2021. خامساً- البعد الإبداعي: يتمتع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بشاعرية عالية، ويكشف شعره عن صلة عميقة بالموروث والرموز المحلية والعربية، ويلمس نبض الناس وهمومهم. وقد كتبت عن شعره العديد من الدراسات التي بيّنت ما ينطوي عليه هذا الشعر من أصالة. وقد أصدر عددا من الدواوين الشعرية كان آخرها مجموعة شعرية بعنوان "قصائد من الصحراء" تُرجمت إلى الإنجليزية وبقيت على قائمة أفضل المبيعات مدة سنتين. وتجدر الإشارة إلى أنّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أصدر كتاباً بعنوان "رؤيتي: التحديات في سباق التميز"، الذي أهداه لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله". والكتاب يتحدث عن رؤيته الخاصة بدبي، وكيف استطاعت أن تسبق عصرها، وتحرز إنجازات كبرى في مجالات بناء الإنسان والاقتصاد والعمران، ويعرض المفاهيم والمواصفات والخصائص التي تتميز بها عملية التنمية في الإمارات العربية عموماً، ودبي على وجه التحديد. ويعرض الكتاب لرؤيته المستقبلية التي تسعى لصنع أفضل الفرص التنموية الواعدة بالخير للإنسانية. كما صدر كتاب آخر بعنوان "ومضات من فكر محمد بن راشد" تضمن إضاءات على مواضيع مختلفة في الإدارة والقيادة والتجارب الحياتية إلى جانب رسائل وآراء إنسانية صادرة عن تجربة ثرية. ولعل الرسالة التي بعثها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الحادي والعشرين من يناير 2015 إلى الوزراء والمسؤولين والموظفين الاتحاديين، تجسّد فكره القيادي الذي يرى في أولئك العاملين على اختلاف مستوياتهم، فريق عمل متناغم لتحقيق استراتيجية الدولة: "في هذه اللحظة يعمل الآلاف منكم للعناية بأطفالنا أو الاهتمام بمرضانا أو تعليم أبنائنا أو الحفاظ على استقرارنا أو بناء اقتصادنا أو تسهيل حياتنا أو التخطيط لمستقبلنا.. أنتم الأبطال. أنتم بناة الإمارات". سادساً- البعد المستقبلي: ويُعتبر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم سبّاقاً في محاكاة المستقبل بإطلاقه "القمة الحكومية"، التي شهدت نسختها الأولى في فبراير 2013، الإعلان عن مبادرة "الحكومة الذكية" كمرحلة ما بعد "الحكومة الإلكترونية"، بهدف توفير الخدمات الحكومية على الهواتف والأجهزة المتحركة للمتعاملين، وبما يتوافق مع رؤيته في توفير الخدمات الحكومية وتسهيل وصولها للمتعاملين في أي مكان وزمان، انطلاقاً من قناعته التي لخصها بقوله: "وظيفة الحكومة هي تحقيق السعادة للمجتمع. نعم. عملنا اليومي هو تحقيق السعادة للمجتمع". وسرعان ما تحوّلت هذه القمة إلى منصة عالمية سنوية لتلاقي صنّاع القرار والسياسات والخبراء والمهتمين بتحقيق تقدم نوعي في عمل الحكومات ووضع أسس ومعايير تقديم خدمات حكومية مبتكرة للوصول إلى الجيل الجديد من حكومات الغد التي تحقق تطلعات واحتياجات المواطنين. وفي الإطار عينه، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال القمة الحكومية "جائزة أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف المحمول" على المستويات الوطنية والعربية والعالمية وطلاب الجامعات في دولة الإمارات. وقد أكد لاحقاً "أن الجائزة التي أطلقناها بدأت في تحقيق أهدافها في تسهيل حياة البشر واختصار أوقاتهم وخلق بيئة أفضل لهم لأداء أعمالهم"، مضيفاً "إن هذه الجائزة تأتي ضمن جهود متواصلة لدولة لإمارات لمواكبة المتغيرات من حولها، والاستفادة بأفضل طريقة من التغيرات التقنية الكبيرة التي تحدث كل يوم والغاية الكبرى من كل هذه المبادرات هي تحقيق السعادة لنا ولمجتمعاتنا". ولم يتوقف اهتمام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عند الماضي والحاضر، بل تعداه إلى الاهتمام العلمي بالمستقبل من خلال إطلاقه في شهر مارس 2015، مشروع "متحف المستقبل" الذي يضم مختبرات للابتكار ومتحفاً دائماً لاختراعات المستقبل. فقد صارت الدراسات المستقبلية مدخلًا لا غنى عنه في تطوير التخطيط الاستراتيجي القائم على التصورات المستقبلية، حيث يجري إعداد سيناريوهات ابتكارية تزيد من كفاءة التخطيط الاستراتيجي وفاعليته. ويتطلع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لأن يكون متحف المستقبل بيئة متكاملة لاختبار الأفكار وتطوير نماذج تطبيقية لها وتمويلها وتسويقها، وبحيث يكون مفتوحا لجميع المبتكرين في المنطقة، ويقول في هذا الصدد: "إن متحف المستقبل سيقدّم دورات بحثية متقدّمة، وسيكون مركزاً للتنبؤ باتجاهات المستقبل في عالمنا، وسنستقطب من خلاله أفضل العقول لت