"ادب الطفل" يلقى حضورا متميزا - جائزة الشيخ زايد للكتاب ترعى ندوة ثقافية في القاهرة

أبوظبي،

رعت جائزة الشيخ زايد للكتاب يوم الاحد ندوة ثقافية بعنوان "ادب الطفل: صياغة المستقبل" على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب بحضور سفير الامارات العربية المتحدة أحمد الزعابي وبمشاركة كل من الأستاذ الدكتور صلاح فضل، عضو الهيئة الاستشارية لجائزة الشيخ زايد للكتاب ومدير الندوة والسيدة هدى الشوا قدومي، الكاتبة الحائزةعلى جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع ادب الطفل للعام 2008 و الأستاذ الدكتور محمد علي احمد، الكاتب الحائزعلى جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع ادب الطفل للعام 2007. وقد سبق الندوة لقاءٌ صحفياٌ قدّم خلاله الاستاذ راشد العريمي الأمين العام للجائزة اهداف جائزة الشيخ زايد للكتاب واستعرض محاور الندوة وقدّم المشاركين بها. وأشار العريمي في كلمته الافتتاحية للندوة الى الدّور التاريخي لجمهورية مصر العربية في صياغة المشهد الأدبي العربي معقّباً أن ترشيحات الجائزة لدورتها الثالثة للعام 2009 جاءت مؤكّدة لصدارة مصر، حيث تصدّرت جمع الدول المشاركة عربياً وعالمياً بأعلى عدد للترشيحات أي ما نسبته 39% من أصل 263 ترشيحاً مقبولاً في الدورة الثالثة للجائزة. وعلّق العريمي قائلا: "وهذا إن دلّ على شئ فإنه يدل على الثراء الأدبي والثقافي والعلمي الذي تتمتع به هذه الدولة العريقة التي نحن في ضيافتها اليوم". واضاف: "لقد برزت أهمية محور النقاش لهذه الندوة في أدب الطفل من إيمان جائزة الشيخ زايد للكتاب بأن إعادة إحياء الأدب العربي والنهوض بالحركة الثقافية العربية يعتمد بالدرجة الأولى على تنمية حب القراءة لدى النجل الناشئ، وهنا يتبلور الدور الفاعل لأدب الطفل الذي يجب أن يحظى باهتمامنا ويحتلّ حيزاً في ندواتنا ونقاشاتنا." هذا وقد ناقشت الندوة ثلاث محاور رئيسية بدأها أ.د صلاح فضل باهمية تحفيز الحركة الثقافية والأدبية في فرع ادب الطفل لمل يلعبه من دور فاعل في تنشئة اجيال المستقبل، مؤكّداً أن الجائزة منذ انطلاقتها في 2006 ابدت اهتماما كبيرا في ادب الطفل حيث تم تخصيص فرع خاص له في الجائزة . أمّا في المحور الثاني للندوة فقد ناقشت السيدة هدى الشوا كتابها "رحلة الطيور الى جبل قاف" الذي فازت به بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع أدب الطفل للعام 2008 والذي يسرد قصّة بطلها العنقاءُ -الطائر الأسطوريّ الخيالي - الذي ألهَم الكثير من الفلاسفة و الشعراء. وأضافت الشوا أن القصّة مستوحاة من المنظومة الشعرية «منطق الطير» أحد كنوز التراث الإسلامي الفارسي للشاعر الفارسي فريد الدين العطار واسترسلت بشرحها مشيرة الى أن ظاهرة استعمال الطير و الحيوان كوسيلة رمزية فنية في الأدب كانت منتشرة في العصور الوسطى في الدولة الإسلامية كطريقة تعليمية يلقي فيها الشاعر أو الأديب بأفكاره و آرائه في إطار حوار مسرحي يجذب القارئ بطريقة غير مباشرة. أما عن رسومات الكتاب فقد بيّنت السيدة الشوا قدومي ان الفنون الخزفية الإسلامية مصدر وحي كبير للوحات الكتاب وتابعت بقولها: "رأينا أن يكون العمل الفني على وسيط مغاير للورق، وأن يأتي من وحي الحقبة الزمنية التي كُتبت فيها المنظومة الأصلية، فجاء العمل على بلاطات خزفية نجمية الشكل، في محاكاة لفن الخزف في العمارة الإسلامية." واختتم أ.د. محمد علي احمد محاور الندوة في محورها الثالث عن الكتابة العلمية للطفل واهميتها، مناقشا أن حجم الإعلام العلمى فى عالمنا العربى يعد ضئيلاً مقارنة بنظيره فى الدول المتقدمة ويزداد ضآلة مقارنة بالإعلام الترفيهى فى بلادنا. وأضاف "أن الإصدارات العلمية محدودة والمساحات المخصصة للعلوم فى الصحف والمجلات العامة قليلة، وينعكس هذا بالتالي على كمّ ما يقراه الطفل العربي الذي لايتجاوز نصيبه سطراً واحداً من كل كتاب يقرأه الطفل الأوربى." و أشار محمد علي الى أهمية دور العلماء والباحثين من أهل العلم فى الكتابة العلمية للطفل ولغيره من غير المتخصصين وذلك لتيسير المفاهيم العلمية والإنجازات الحديثة فيما يعرف باسم الثقافة العلمية للعامة وتبسيط العلوم للطفل والناشئة. وبيّنَ علي أحمد ان الثقافة العلمية للطفل ترتكزعلى ثلاثة محاور رئيسية تتلخص في تبسيط العلوم، ودراسات المستقبل ،والخيال العلمى لتقريب مفهوم التطور فى العلوم والتكنولوجيا بأسلوب مبسط مشوق لإثراء خيال الطفل وتنمية دوافعه للابتكار واستكشاف العالم من حوله. ويذكر ان جائزة الشيخ زايد للكتاب ستعلن عن فائزي الدورة الثالثة على مدى خمس اسابيع بدءا من الاسبوع الثاني لشهر فبراير المقبل وسيتم توزيع الجوائز خلال معرض ابو ظبي الدولي للكتاب 17-22 مارس.