مؤسسة بحر الثقافة تستضيف الكاتبة ابتسام بركات الفائزة بجائزة أدب الطفل والناشئة

أبوظبي،

استضافت مؤسسة بحر الثقافة، الكاتبة والشاعرة الفلسطينية ابتسام بركات، الفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الرابعة عشرة في فرع أدب الطفل والناشئة، في أمسية افتراضية بعنوان "أدب الطفل في عالم الإنترنت والعالم الافتراضي"، وأدارت الحوار الشاعرة والروائية السودانية آن الصافي.

افتتحت الصافي الأمسية بتسليط الضوء على الجدلية  القائمة التي يعاصرها أغلب الأهالي في الوطن العربي حول حقيقة وجود أجيال حالية نشأت على التفاعل مع العالم الخارجي من خلال شاشات إلكترونية في عالم افتراضي هيمن على مظاهر الحياة. 

وقالت الصافي:  "ما بين إيجابيات العصر الرقمي وإنعكاساته على أطفالنا، يبقى السؤال الأهم، كيف لنا أن نتعاطى مع الجيل الذي كون عقلية اعتادت المحتوى الإلكتروني وتأثيرات ذلك على اللغة العربية والحفاظ على الهوية في ظل سيطرة المحتوى الإلكتروني باللغات الأجنبية مقارنة بالمحتوى العربي". 

وفي بداية حديثها، أوضحت ابتسام بركات أن تطور البشرية دائماً ما يكون مبعثه التفكير والانشغال بالمستقبل، وأشارت أن وجودها اليوم في هذه الأمسية ماهو إلا خطوة تخطو بها جائزة الشيخ زايد للكتاب ومؤسسة بحر الثقافة نحو المستقبل.  ثم نوهت إلى أهمية اختيار الطفل كموضوع حوار الأمسية، حيث قالت:" الاهتمام بالطفل يعتمد في الأساس على الاهتمام بالأم، فاللغة لا تقتصر على ماهو مكتوب أو مسموع، بل تمتد لتشمل لغة الحياة والتجارب المعيشية، وفي مرحلة الطفولة تعد الأم  هي مصدر كافة أنواع اللغة، وهنا فإن الاستثمار وتمكين المرأة لم يعد ترفاً ورفاهية، بل هو من أساسيات بناء المستقبل". 

وحول العالم الافتراضي وتأثيراته على واقع حياتنا اليومية، أشارت ابتسام أن العالم الافتراضي ما هو إلا تجسيد للمعنى اللغوي لكلمة افتراضي، أي نحن أمام عالم تجريبي بحاجة لعوامل تكميلية، ولذلك من المفيد أن نستقي منه معرفتنا وعلومنا بشكل جزئي وأن لا نتخذه مصدراً وحيداً نهائياً.  وقالت بركات: "إن اكتمال وجدان وكينونة الطفل تسلتزم اختباره لكافة حواسه الخمس، وكذلك انفتاحه على خيارات واسعة يمارس خلالها التجارب على أرض الواقع، وهذا من أكثر تحديات العالم الافتراضي الذي لايسمح للطفل أن يتفاعل معه إلا من خلال حاستي السمع والبصر وفي نطاق رقمي محدود، حيث يجد الطفل نفسه محصوراً في دائرة اهتمامات وتوجهات صانع ومطور المحتوى. 

 وحول اختيارها لقصة تمام الأكحل لتكتب عنها في قصتها الفائزة "الفتاة الليلكية"، قالت ابتسام: "مؤسسة تامر التعليمية أرادت تعريف الطفل الفلسطيني على فنانين ومبدعين من فلسطين وعندما قرأت عن قصة الفنانة الفلسطينية تمام الأكحل وأنهاأرادت أن تزور بيتها ولم تستطع، تأثرت وحزنت كثيراً وشعرت بأنه لابد من تصوير هذا المشهد، وكنت على يقين بأنها قصة سوف تلامس الإنسانية بشكل عام. وعندما قدمتها للمؤسسة لم يتم تغيير فيها أي شئ مطلقاً وشعرت بالامتنان أن هذه القصة أتت من خلالي ومن روحي.  وفي هذه المناسبة، أدعو كل من يرغب أن يكون كاتباً إبداعياً ناجحاً، أن يزور عالمه الداخلي ويجعل منه قناة يأتي منها الإبداع والفن فعملية الكتابة عملية روحية بالدرجة الأولى وبحاجة لقوة جسدية والجلد العاطفي والعقلي والاجتماعي".

يذكر أن مؤسسة بحر الثقافة إلى تطوير المهارات الثقافية والمعرفية للمجتمع الإماراتي وفق برنامج أدبي وفني متكامل، وبناء الجسور الثقافية والفكرية والمعرفية بين الإمارات والعالم وتساهم في إثراء المشهد الثقافي الإماراتي، وفتح أبواب الحوار  مع المبدعين في شتى المجالات. 

نبذة عن ابتسام بركات، الفائزة بجائزة الشيخ زايد لأدب الطفل عن كتابها "الفتاة الليلكية" 

قدمت  ابتسام بركات أعمالاً أدبية باللغتين العربية والإنجليزية، يحفل سجلها الأدبي بأعمال حصدت جوائز أدبية عدة، وهي الكاتبة العربية الوحيدة الحائزة على جائزة مؤسسة القراءة الدولية لأفضل كتاب منذ بدء الجائزة في عام 1975. قدمت ابتسام أعمال أدبية عدة أهمها كتاب "تذوُّق طعم السماء" باللغة الإنجليزية عام 2007، والذي تحدثت فيه عن طفولتها في فلسطين، وحاز الكتاب على أكثر من 20 جائزة وتكريم، منها خمس جوائز أفضل كتاب لذلك العام.
 
نبذة عن آن الصافي
آن الصافي محاضرة ومُدربة في مجال الإدارة والتنمية البشرية، ومنسقة ثقافية في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي، وكاتبة لعشرات الأوراق الفكرية والثقافية، من أعمالها روايات "فُلك الغواية"، "جميل نادوند"، "توالي"، "قافية الراوي"، "كما روح"، "إنه هو"، "مرهاة" وقد اهتمت اهتمامًا خاصًا بالكتابة للمستقبل انطلاقًا من الفكر الثقافي ولها كتاب مهم في هذا الشأن في جزئين بعنوان (الكتابة للمستقبل).